HOME Back

Use the

Planning a Trip to Japan?

Share your travel photos with us by hashtagging your images with #visitjapanjp

sg088 sg088

الدليل الخزف الياباني استكشف التاريخ الثري لأعمال الخزف اليابانية—بدءًا من أكواب الشاي ووصولًا إلى المراحيض العصرية

صناعة الخزف في اليابان من أقدم الصناعات في العالم، وقد شهدت الكثير من التطور والتنوع على أيدي فناني الخزف على مر العصور

تبدو الطبقة الخارجية الملساء شبه الشفافة كأنها سائل يتدفق على جوانب القدح الفَخّاري، فيتجمع بكثافة عند نقطة محددة ويصبح رقيقًا عند نقطةٍ أخرى، ليكشف عن تفاصيل السطح الحبيبي بالأسفل. وتغطي طبقة رقيقة من اللون الوردي السطح ناصع البياض أدناها.

ويجمع هذا التصميم بين الأساليب التقليدية والمعاصرة، وقد صنعت هذه القطعة الفنية، التي لها من اسمها نصيب، أيدي أحد أمهر حرفيّي بلدة شيغاراكي  التي تتميز بموقعها في مقاطعة شيغا وتشتهر الآن بصناعة أجمل القطع الخزفية.

شيغاراكي واحدة من عشرات القرى المنتشرة في جميع أنحاء اليابان التي نجحت في تطوير أساليبها الخاصة في صناعة الخزف، والتي ترجع إلى ما قبل التاريخ في حقبة جومون.

 

فرن ياباني تقليدي

 

تاريخٌ طويل حافل بالإنجازات

ابتكر صُنّاع الخزف منذ زمن بعيد أفرانًا نفقية على سفوح التلال عُرفت باسم أفران الأناغاما، وما زال حرفيو الخزف المعاصرون يستخدمون هذه الطريقة في بعض البلدات حتى يومنا هذا.

شهدت حقبة هييان (794-1185) إضافة تقنية التزجيج باللون الأخضر باستخدام الرصاص إلى صناعة الخزف، وهي تقنية بسيطة مأخوذة من حقبة أسرة تانغ الصينية، بينما ظهرت بعض الطرق الإقليمية على غرار كاموي وأتسومي وغيرهم.

كما احتفظ الفَخّار غير المزجج بشعبيته في حقبة كاماكورا (1185-1333 ميلاديًّا)، وكان يُصنع في "الأفران القديمة" الستة في بلدات شيغاراكي وتامبا وبيزن وتوكونامه وإيتشيزين وسيتو ، على الرغم من تأثُّر المصنّعين بالبورسلين الصيني على نحوٍ متزايد، فضلًا عن الخزف الكوري والفيتنامي.

 

كانت الأواني الخزفية تتمتع بشعبية كبيرة في أواخر القرن السادس عشر الميلادي

 

الأواني الخزفية وحفلات الشاي

شهدت فترة ازدهار الديانة البوذية في حقبة سينغوكو في أواخر القرن السادس عشر الميلادي العودة إلى الأواني الفخارية البسيطة بدلًا من الأشكال المتطورة من البورسلين الصيني المزخرف. أما خبراء الشاي، فعبّروا عن تفضيلهم للأواني المصنوعة يدويًا، واستخدموا الخزف غير المزجّج في احتفالاتهم، مثل آنية الراكو.

وفي الفترة ذاتها تقريبًا، أدى اكتشاف صلصال البورسلين بالقرب من بلدة أريتا في كيوشو إلى ظهور صناعة البورسلين لأول مرة في اليابان. ونتيجة لذلك، انقسمت صناعة الخزف إلى اتجاهين: الصناعة البسيطة البعيدة عن التعقيد، حيث سعى صُنَّاع الخزف إلى البساطة والاختلاف، مع الإيمان بمبدأ "وابي— سابي" القائل بأن الجمال يكمُن في عدم الكمال وقبول النقص والعيوب؛ في مقابل الصناعة الاحترافية مع التنفيذ المثالي المتقن للأشكال والألوان باستخدام أجود أنواع البورسلين.

 

تزايد الطلب على أواني البورسلين التي تجمع بين اللونين الأزرق والأبيض منذ منتصف القرن السادس عشر الميلادي

 

التقدير العالمي

أدّى ظهور التجارة العالمية إلى زيادة هائلة في صادرات البورسلين الياباني إلى الأسواق الناشئة حول العالم، حيث نال البورسلين الذي يجمع بين اللونين الأبيض والأزرق تقديرًا كبيرًا وشعبية هائلة في أوروبا، بدايةً من منتصف القرن السادس عشر الميلادي.

ومع بزوغ فجر عصر ميجي في ستينيات القرن التاسع عشر الميلادي، طرأت العديد من التغيرات على المجتمع الياباني؛ حيث شجعت الحكومة انتشار نمط الحياة الغربية، وكان لذلك أثره على الفنون والحرف التقليدية. وفي ظل تخصيص الصناعة وحصرها في قالب محدد، أهمل العديد من الرعاة الحرفيين الذين كانوا يكسبون قوت يومهم من صناعة الخزف.

التقدير المعاصر

حرص عُشّاق هذه الصناعة مثل ياناغي سويتسو على العمل بجد لمواصلة هذا الإرث الوطني في العقود الأولى من القرن الماضي، فأسس هذا الفيلسوف حركة مينجي، أو حركة الحرف الشعبية، كما حرص على ترميم المنتجات الخزفية المنزلية والحفاظ عليها في الوقت الذي تجاهلها فيه عامة الشعب في ظل انشغالهم بالطابع المدني الذي فرض سيطرته على اليابان، ثم أنشأ متحف الحرف الشعبية الياباني في عام 1936 ميلاديًا.

واليوم، تشهد صناعة الخزف في اليابان نهضة جديدة، في ظل البحث عن المنتجات الفريدة المميزة الخارجة عن المألوف بدلًا من المنتجات التقليدية الاستهلاكية. وتشجع مشاغل الخزف زوارها ليروا بأنفسهم القطع الخزفية الفريدة أثناء صناعتها.

 

يتمتع الخزف في بعض المناطق اليابانية بخصائصٍ مميزة

 

التخصصات المحلية المميزة

تأتي قرية إمبيه في منطقة بيزن بمقاطعة أوكاياما على رأس قائمة أهم الوجهات التي تجذب الكثير من المهتمين بصناعة الخزف. فقد شهد القرن الرابع عشر الميلادي ظهور خزف بيزن لأول مرة، وبفضل مظهره الريفي الأصيل وشعبيته الهائلة في حفلات الشاي، بلغت شعبيته ذروتها في القرن السادس عشر الميلادي.

وتتميز أواني بيزن غير المزجّجة بلونها البني المحمر الذي يشبه لون التربة، مع لمسات من آثار الرماد المتطاير في أثناء عملية التصنيع في أفران الحطب.

 

تصميم خزفي مستوحى من الصين

 

تُرحب بلدة أريتا أيضًا بالزوار، وتشتهر بصناعة البورسلين التقليدي المُزجّج الذي يجمع بين اللونين الأبيض والأزرق، بالإضافة إلى التصميمات الحديثة المعتمِدة على الأساليب الصينية في استخدام الألوان الزاهية المشرقة والتصميمات المعقدة.

وفي أواخر القرن السادس عشر الميلادي، اتجه صُنَّاع الخزف في بلدة هاغي بمقاطعة ياماغوتشي إلى نظرائهم في كوريا، بحثًا عن الإلهام، عندما أمر الحاكم الإقطاعي المحلي بالحصول على خزف هاغي لحفلات الشاي الخاصة والهدايا. ويُعرف هذا الخزف بأشكاله الطبيعية المتقنة وألوانه البسيطة الهادئة المصممة خصيصًا لتتناسب مع اللون الأخضر الفاتح لشاي ماتشا الأخضر.

 

 

كما يتميز خزف كوتاني بالتفاصيل الدقيقة والتصميمات المزخرفة للبورسلين الذي نشأ في مقاطعة إيشيكاوا، ويرجع تاريخ تصنيعه إلى الأفران التي بُنيت في منتصف خمسينيات القرن السابع عشر الميلادي. كانت تصميمات خزف كوتاني قديمًا تمزج بين درجات الألوان الأخضر الداكن والأزرق والأصفر، ثم توقفت صناعتها تمامًا في عام 1730، وهو ما جعل القطع الخزفية التي تعود لهذه الحقبة نادرة للغاية؛ ثم دارت عجلة الإنتاج مرة أخرى في العقد الأول من القرن التاسع عشر الميلادي، مع استخدام تقنية الطلاء الفوقي لإبداع تصميمات معقدة بألوان زاهية.

ويأتي خزف توبي أيضًا في مقاطعة إهيمه الواقعة على جزيرة شيكوكو من بين صناعات البورسلين المميزة، وهو نوع من الخزف يجمع بين اللونين الأزرق والأبيض ظهر عندما بدأ الحاكم الإقطاعي لمدينة أوزو في استئجار صُنَّاع الخزف لصناعة الخزف المحلي عام 1777 ميلاديًا. ويتميز خزف توبي المزجّج عادةً بقاعدة أكثر سُمكًا، بينما تتميز التصميمات بلمسات الفرشاة الرقيقة التي ترسم صورًا بمختلف درجات اللون الأزرق على القاعدة البيضاء.

 

متحف كيوشو الخزفي ومتحف أريتا الخزفي

 

جولات ميدانية في عالم الخزف

شجّع الاهتمام المتزايد بهذه الأشكال الفنية اليابانية على وجه التحديد الكثير من صُنَّاع الخزف على الترحيب بالزوار، بمن فيهم السياح الذين قد يرغبون في تجربة صناعة الخزف بأيديهم.

ويتولى متحف كيوشو الخزفي ومتحف أريتا الخزفي مهمة تعريف الزوار بتاريخ خزف أريتا، وعرض بعض القطع المذهلة من هذا الخزف الذي يحظى بشهرة عالمية، بينما يرحب عدد من الورش والأفران في المناطق المحيطة بالزوار.

وبالمثل، يحظى زوار بلدة ماشيكو بمقاطعة توتشيغي بفرصة التنزّه على طول شارع جونايزاكا-دوري، والاستمتاع بمشاهدة المنتجات المعروضة في أكثر من 30 متجرًا للخزف. وتقدم الكثير من الأماكن دورات تعليمية قصيرة حول كيفية صناعة قدر أو قدح أو طبق، كما تتيح إمكانية إرساله إليك بالبريد بعد اكتمال حرقه في الفرن.

 

الخزف العصري من شركة توتو المحدودة، وأدوات المائدة من شركة نوريتاكي

 

الخزف المعاصر

استمر ارتباط اليابان بصناعة الخزف حتى يومنا هذا مع ظهور شركات مثل نوريتاكي بشهرتها العالمية في صناعة أدوات المائدة . أما شركة توتو المحدودة التي استمدت اسمها من الحروف الأولى للكلمات اليابانية "تويا توكي"، التي تعني الخزف الشرقي، فقد نجحت في ابتكار منتجات خزفية متقدمة تُستخدم الآن في المراحيض والحمامات في جميع أنحاء العالم. وفي الوقت نفسه، لا يزال صناع الخزف اليابانيون يشكلون جزءًا أساسيًا في الأوساط الفنية المعاصرة.

جميع المعلومات صحيحة اعتبارًا من شهر مارس/آذار 2019.

 

قد تختلف أحدث المعلومات المتاحة؛ فيرجى زيارة الموقع الإلكتروني الرسمي



* قد تخضع المعلومات الواردة في الصفحة للتغيير بسبب وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد ١٩).

قد يُعجبك أيضًا...

Please Choose Your Language

Browse the JNTO site in one of multiple languages