برامج رحلات ينابيع المياه الساخنة في مدينة أويتا استعد لجسمك انتعاشه وحيويته ولعقلك صفاءه وهدوءه في هذا الجزء الذي تغمره السكينة والهدوء من كيوشو

استفادت مدينة يوفوين كثيرًا خلال السنوات الماضية من التخطيط الحضري المنظم الذي يهدف إلى احتفاظها بهويتها دون أن تصبح مدينة سياحية بالكامل. تُعد المدينة موقعًا مثاليًا للاسترخاء في ينابيع المياه الساخنة، وستجد فيها أيضًا عددًا من المعارض والورش الخاصة بالفنانين وصانعي الخزف والحرفيين الذين جذبتهم طبيعة الحياة هناك.

وبالإضافة إلى الينابيع المياه الساخنة الطبيعية، ستمنحك الطبيعة الساحرة التي تتميز بها المنطقة الفرصة للاستمتاع بتجربة التنزه وركوب الدراجات. فيمكنك، على سبيل المثال، تسلق جبل يوفو الذي يبلغ ارتفاعه 1500 متر، وستجد داخل المدينة وفي ضواحيها خيارات تنقُّل متنوعة، مثل العربات التي تجرها الخيول وعربات الريكشا وغيرها. ولا تنسَ زيارة المتاحف المختلفة الموجودة هناك.

تضم مدينة يوفوين أنواعًا مختلفة من الحمامات لتختار منها ما يناسبك، ولكن ننصحك بتجربة الحمامات الخارجية في سانسويكان وموسوين؛ حيث يسمح كلا الفندقين للزوار غير المقيمين باستخدام المرافق والحمامات مقابل رسوم محددة. أما إذا كنت حريصًا على الاحتشام أثناء وجودك في الحمامات، فعليك زيارة منتجع كوا-جو يوفوين الذي يشترط ارتداء ملابس السباحة بداخله. وأثناء تجولك في المدينة، ستلاحظ وجود العديد من المنتجعات الخاصة بالأقدام التي يستطيع الجميع استخدامها بحرية.

ستستمتع كثيرًا أيضًا بزيارة حمام كان نو جيغوكو أونسن العام الذي يرجع تاريخه إلى فترة إيدو، وفيه تحتفظ مياه الينابيع بدرجة حرارة تتراوح بين 13 و14 درجة مئوية فقط، ولكن يمكنك الذهاب بعدها إلى أحد حمامات البخار (السونا) المتاحة هناك.

يربط طريق يونوتسوبو كايدو مدينة يوفوين ببحيرة كينرين على ضواحيه، وتصطف في شوارع هذا الطريق متاجر الحرف اليدوية والأكشاك التي تبيع الوجبات المحلية الخفيفة ومنتجات المزارع الطازجة. وفي شهور الصيف الحارة، ستجد هناك ماكينات لبيع المثلجات تعمل بنظام الخدمة الذاتية،

أما بحيرة كينرين، فتتميز بخاصية فريدة وهي فوران الماء بداخلها؛ حيث يتدفق إليها الماء من ينابيع المياه الساخنة والباردة أيضًا الموجودة تحت سطحها. ننصحك بالقدوم لزيارة البحيرة في وقت مبكر صباح الأيام الباردة بعد سقوط الأمطار لتشاهد سحب الضباب الكثيفة تعلو سطح البحيرة في مشهد مهيب رائع.

يتميز جبل يوفو بقمة مزدوجة مميزة يمكنك رؤيتها وأنت في يوفوين. ويضم الجبل مسارات تسلق متعددة، من بينها مسار يوفوين نيشي توزانغويتشي (بداية المسار الغربي) الذي يوجد على بعد مسافة قصيرة سيرًا على الأقدام من بحيرة كينرين . وهناك مسار بديل يمكنك البدء من خلاله.

على بعد ساعة ونصف بالحافلة من مدينة يوفوين تقع مدينة بيبو، وهي مدينة منتجعات كبيرة ومتطورة مقارنةً بيوفوين، وتُعد مكانًا مميزًا يستحق الزيارة. أول ما ستلاحظه عند اقترابك من المدينة هو سحب البخار التي تلوح في الأفق، ليس بسبب دخان المصانع، ولكن بسبب البخار الذي يتصاعد من ينابيع المياه الساخنة. ولكن انتبه؛ فهذه الينابيع ليست جميعها صالحة للاستخدام، لأنك ستجد من بينها نوع غريب وفريد تشتهر به بيبو يُطلَق عليه ينابيع الجحيم الساخنة.

ومن أنواع المأكولات التي يمكنك تجربتها هناك الجيغوكوموشي، وهو طعام يتكون من مأكولات بحرية وخضروات تُطهى على بخار ينابيع المياه الساخنة داخل قدور بخارية مصنوعة من الخيزران. وهناك أطعمة أخرى تتخصص المدينة في إعدادها، مثل سمك الماكريل (الإسقمري)، ويُسمى هنا سيكي-آجي وسيكي-سابا.

ننصحك بزيارة هذا المنتجع المميز؛ حيث تجد الكثير من أنواع الحمامات المختلفة، فقط استرخِ هناك وقل وداعًا لآلام العضلات وتشنجاتها. ستجد هنا كذلك أحواض الرمال، وهو نوع غير تقليدي من الحمامات تشتهر به مدينة بيبو، وفيها يخوض الزوار تجربة دفن أجسادهم في الرمال الساخنة حتى العنق. وعلى جدران المكان ستلاحظ وجود صور معلقة تخص "رواد الأونسن"، وقد وُضعت هناك تكريمًا لهؤلاء الذين أتموا زيارة ينابيع بيبو كلها والتي يبلغ عددها 88 ينبوعًا.

تُعد ينابيع الجحيم الساخنة بمدينة بيبو ظاهرة طبيعية فريدة ومثيرة للاهتمام، فهي تتكون من مجموعة من ينابيع المياه الساخنة التي تبلغ حرارة المياه داخلها 150 درجة مئوية، وقد أضافت لها المعادن درجات ألوان سريالية هي خليط من لون الكوبالت الأزرق والأحمر الدموي. يمكنك التجول ومشاهدة ينابيع الجحيم التي يبلغ عددها ثمانية ينابيع، وستجد أن لكل منها مواصفات مختلفة وفريدة.

تسببت الطبيعة الجبلية لشبه جزيرة كونيساكي في انعزالها على مر التاريخ عن باقي جزيرة كيوشو، وعن اليابان كلها أيضًا، وقد جذب ذلك النُسّاك إليها بهدف التدريب والتأمل. ولكنها كانت في الوقت نفسه قريبة من كوريا؛ ما جعلها مكانًا للتبادل الثقافي مع بقية مناطق قارة آسيا. واليوم، تحمل كونيساكي دررًا نفيسة يغفل عنها السائحون في كثير من الأحيان، على الرغم من أنها تمثل مصدرًا مهمًا لفهم التاريخ القديم للبوذية في اليابان.

احجز مقعدك مقدمًا في حافلة مشاهدة المعالم السياحية في كونيساكي .

ينتمي هذا الضريح إلى أضرحة هاتشيمان. وتعود عبادة هاتشيمان، حامي مجموعة الجزر اليابانية (الأرخبيل الياباني)، إلى القرن الثامن الميلادي، ويُعد هذا المعبد أهم المعابد المخصصة لهذا الإله. بدأ إنشاء ضريح أوسا-جينغو عام 741، وفيه تُعرض بعض هياكل الشنتو القديمة التي وُجدت في مختلف أنحاء اليابان، ويُعد حجم الضريح دليلًا على الرعاية التي كان المكان يتلقاها في الماضي. قد يستغرق منك التجول في أنحاء هذا الضريح ساعة تقريبًا.

يقع هذا الهيكل الخشبي البسيط في غابة هادئة بالقرب من ريوكان فوكي-نو-تو التقليدي، ويرجع تاريخ بنائه إلى ما يزيد على 800 عام مضت، ويُعد بذلك أقدم هيكل أثري في كيوشو، وهو أيضًا كنز وطني حقيقي. ويتسع هذا المبنى المميز، رغم بساطته، لعدد محدود من الأشخاص، وعادةً ما يتسم المكان هناك بهدوئه الشديد. يمكنك زيارة تمثال أميدا بوذا في الداخل المصنوع من شجرة واحدة من أشجار جوز الطيب، والاستمتاع بحالة السكون التي تغمر الأجواء.

يُعد معبد ماكيودو بمثابة مستودع للتماثيل البوذية التي أُنقِذت من المعابد المهجورة. ستجد منحوتات على جانب المنحدر الصخري تمثل شخصيات ضخمة (يُقال إن الأرواح الشريرة هي من نحتها)، منها على سبيل المثال شخصية فودو ميو المخيفة (إله الغضب) وشخصية داينيتشي نيوراي الهادئة (بوذا الأكوان)؛ وهما المنحوتتان الأكبر على الإطلاق في اليابان. انتهز فرصة وجودك هناك لمشاهدة هذا العدد الكبير من المنحوتات الحجرية التي ربما لن تقابل مثلها مجددًا خارج حدود كونيساكي.

يقع معبد فوتاغوجي على سفح بركان فوتاغوياما الخامد، والذي يُعد أعلى نقطة موجودة في شبه جزيرة كونيساكي، ويرتبط المعبد باسم "نيمون" الراهب شبه الأسطوري الذي جلب البوذية إلى المنطقة. ربما تصادف أثناء زيارتك مشهدًا متكررًا لزوجين يبتهلان أمام تمثال كانون، إلهة الرحمة، من أجل رغبتهم في الإنجاب.

يقع ضريح دازايفو تينماغو على أطراف مدينة فوكوكا ، ويتميز المكان بسهولة الوصول إليه، كما يمكنك التخطيط لزيارته في رحلة قصيرة لتكون جزءًا من معرفتك الشاملة بجزيرة كيوشو . ويحتوي الضريح على أقدم بوابة توري موجودة في كيوشو، وتتميز المنطقة المحيطة به بانتشار الحدائق والبحيرات الصغيرة والجسور الحمراء والمنشآت الفنية. ويشتهر الضريح بأنه وجهة مثالية للاستمتاع بمشاهدة أزهار البرقوق التي تتفتح في شهر فبراير/شباط، وأزهار السوسن الأرجوانية في شهر يونيو/حزيران.

وقد بُني هذا الضريح خصيصًا لإله التعلُّم، وعند بوابته تُباع الدفاتر وأقلام الرصاص وتمائم الحظ، ويشتريها أغلب زوار الضريح أملًا في اكتساب المزيد من العلم والمعرفة.