مقاطعة نارا قرية أسوكا Explore the origins of ancient Japan

تقع أسوكا في وسط محافظة نارا. يُضفي ارتباطِها بالماضي القديم في اليابان شعورًا مذهلاً خِلال تجولِك بالدراجة لاستِكشافِها.

إذا كُنت من مُحبي التنزُه في الهواء الطلق و تأمل الفنون والتحف الأثرية، فإن منطِقة أسوكا الرائعة هي الوُجهة الأمثل لِغِناها بالمناظر الطبيعية المُذهلة والتاريخ الحافِل. أعمِدة حجرِية قديمة وحجارة منحوتة متراصة تنتشِر في المنطِقة، بالإضافة إلى أشياء جُمِعت من أجل دراسِة التاريخ القديم للمنطِقة.

يُمكِن الوصول إلى محطة أسوكا إما من محطة كيوتو أو محطة نارا. وتستغرق الرِحلة من أي من المدينتين قُرابة الساعة.

من محطة كيوتو ، استخدِم خط كينتتسو كيوتو للوُصول إلى محطة كاشيهارا-جينجو-ما. ومن هناك بَدِل المواصلة واستخدم خط كينتتسو يوشينو. تقع محطة أسوكا على بُعد أربع دقائق فقط.

تبعد السكك الحديدية كينتتسو مسافة قصيرة عن محطِة نارا سيرًا على الأقدام. للوُصول إلى محطة كاشيهارا-جينجو-ما، استقِل خط كينتتسو يوشينو. ومن هناك بَدِل المواصلة واستخدم خط كينتتسو يوشينو. تقع محطة أسوكا على بُعد أربع دقائق فقط من هناك.

تضُم منطقة أسوكا أولى المعابد والأضرحة والمقابر والآثار الحجرية في اليابان. على الرغم من أنها ليست أكثر عواصم اليابان شهرة، إلا أنها كانت واحدة من أولى العواصم التي كانت بمثابة مركز سياسي وفني وديني في اليابان خلال القرنين الخامس والسادس الميلادي.

كان هذا وقت التغيير الهائل في اليابان. كان يُعتقد أن منطقة كاشيهارا ، هي المنطِقة التي تولى الإمبراطور الأول العرش فيها. خلال فترة أسوكا (538-710) وصلت البوذية من الصين إلى المنطِقة، حيث جلبت معها العديد من الابتكارات الثقافية الأخرى. كانت هذه الفترة هي الأولى التي عَمِلَت فيها اليابان كدولة وطنية موحدة.

تُعتبر جذور أسوكا أعمق من العصر التاريخي الذي يحمل اسمها، ويعود إلى فترة الكوفون، أو حقبة التل القديم (250-552). يستمِد هذا العصر اِسمه من شعائِر الدفن في أكواخ ترابية كبيرة على شكل مفتاح مُحاطة بِخنادق مائِية.

لا تزال تلال الدفن داخلة في تشكيل المناظر الطبيعية لهذه المنطقة. حيث تُعد بعضها قبورًا لشخصيات مهمة من المنطقة. تُعرف إحداها بِاسم مقبرة إشيبوتاي ، أو مقبرِة ستون ستيج. يمنحُك المكان فرصة الدُخول إلى هذا الهيكل الضخم ومشاهدة الأعمال الحجرية المدفونة تحت الأرض.

يُعتبر تل تاكاماتسوزاكا كوفون على الأرجح أشهر تلال الدفن. حيث يجهل الجميع هوية الشخص المدفون في هذه المقبرة. تم العُثور على جدارية مُلونة خلال أول أعمال التنقيب في سبعينيات القرن العشرين. حيثُ يُمكِنُكَ أن تجِد نُسخة طِبق الأصل في قاعِة تاكاماتسوزاكا مورال، بينما يتم العمل على دراسة النسخة الأصلية وترميمها.

يوجد أكثر من 200 شكل حجري كبير في المنطقة، ويُحتَفَظ بالكَثير مِنها في مواقعها الأصلية. يمكن أن تستأجِر دراجة للتجول في المنطِقة. حيثُ يُعد القيام بِهذا النشاط من أمثَل طُرُق الاستمتاع بالمناظر الريفية، والتي تتميز بالأزهار البرية التي تنمو على طول الطرق في فصلي الربيع والخريف.

بقيت هوية ووظائف الفنانين اللذين قاموا بتشكيل هذه الأحجار مجهولة عبر التاريخ. و يتميز كل حجر بشكل وطرازً مختلف. وعِند النظر لهذه الأحجار، ستُثار دهشَتُكَ وتساؤلاتُكَ حول الأشخاص الذين قاموا بالنَحت باستخدام الأدوات البِدائِية التي خلدت ذكراهم لأكثر من ألف عام.

ومِن الهياكل التي يمكنك الاستِمتاع بِمُشاهَدَتِها هيكل لحجر كبير على شكل سلحفاة، يُطلق عليها اسم كاميشي؛ ومجموعة من أربعة أحجار منحوتة على شكل قرود، تسمى سارويشي، بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال الحجرية تضُم أشكالاً لعملة معدنية وسلحفاة.

هناك أيضًا أشكال لرموز أكثر تجريدية مثل وعاء شراب الساكي، أو حجر ساكي-فونيشي، المصنوع من خطوط وبرك منحوتة في صخرة مسطحة الشكل.

يسعى معهد نارا الوطني لبحوث الممتلكات الثقافية، أو متحف أسوكا التاريخي إلى مساعدة الناس في التعرُف على الفترات الزمنِية البعيدة. حيث يهتَم بالقطع الأثرية التي تعود إلى فترة أسوكا.

تعرض مجموعة معهد الآثار في كاشيهارا آثارًا من العصور القديمة، بدءًا من عصور ما قبل التاريخ وحتى القرن الثالث الميلادي.

يُعد معبد أسوكاديرا أحد أقدم المعابد في اليابان، والذي بُنِي في عام 596 تقريبًا. نُقلت المباني الرئيسية للمعبد إلى مدينة نارا فيما بعد، عندما تم نقل العاصمة إلى هناك. وُضعت المباني الحالية بين القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين، في مكان قريب. لكن لا يزال يمتلك هذا المعبد التمثال البرونز الأصلي لبوذا، وهو الأقدم في اليابان.

يمكنك أيضًا أن تجد تاريخًا أكثر حداثة في أسوكا. بلدِة إمايتشو ، الواقِعة في مدينة كاشيهارا، تُعد موطنًا لأكبر الأحياء التي تضُم مباني تعود لفترة الإيدو الأصيلة (1603-1867) في اليابان. تنزه في الشوارع لِتتمتَع بأجواء الأيام الماضية.

على الرغم من أنه يمكن لمحبي التاريخ قضاء يوم كامل هنا بسهولة، إلا أنه يجب على المسافرين العابِرين أن يُخطِطوا مُسبقًا لقضاء عدة ساعات على الأقل، للتمتع بالمناظر الريفية والتعرُف على التاريخ والثقافة التي امتدت 1700 عام.