حديقة روك في معبد ريوانجي 龍安寺方丈庭園

تُعد حديقة الروك في معبد ريوانجي من أشهر حدائق الجذب في كيوتو، وبلغت من شهرتها حدًا أن اسمها صار مرادفًا للحدائق اليابانية في مختلف أنحاء العالم. يُعد معبد ريوانجي بفضل هندسته المعمارية وحدائقه التقليدية أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، وهو من الوجهات التي تستحق الزيارة لأي زائر إلى كيوتو .

يمكن الوصول إلى المعبد بالقطار أو الحافلة.

ويقع معبد ريوانجي على بُعد 10 دقائق سيرًا على الأقدام من محطة ريوان-جي على خط كيفوكو كيتانو. يمكنك أيضًا أن تركب الحافلة رقم 59 من محطة سانجو كايهان حتى موقف حافلات ريوان-جي-ماي، أمام المعبد مباشرة. وبإمكانك الحصول على تذكرة سارية لمدة يوم أو يومين تتيح لك ركوب الحافلات والمترو داخل المدينة دون حد أقصى لعدد المرات.

لا تزال نشأة الحديقة الصخرية وأصولها أمرًا يكتنفه الغموض، لكن ما نعلمه أن المعبد نفسه كان في الأصل فيلا لسيد عائلة توكودايجي الأرستقراطية. تم تحولت تبعيته إلى هوسوكاوا كاتسوموتو، نائب الشوغون، في عام 1450، الذي دعا الكاهن جيتن جينسو لتحويله إلى معبد زن.

وهناك من الأسباب ما يدعو إلى الاعتقاد بأنه كانت ثمة حديقة مختلفة هنا قبل الحريق الذي دمر المعبد عام 1779؛ إذ أن الحديقة القائمة حاليًا يرجع تاريخها هي أيضًا إلى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي.

ما زال السر وراء تصميم الحديقة بهذا الشكل البسيط المكون من خمسة عشر حجرًا مختلفة الأحجام على خلفية من الرمال البيضاء في مساحة تبلغ حوالي 250 مترًا مربعًا لغزًا لم يكتشف حله أحد منذ إنشائها إلى اليوم.

فيري البعض أنها ترمز إلى جزر في محيط، أو جبال في بحر من السحب. بينما يعتقد البعض أنها تمثل أنثى نمر وأشبالها في رحلة عبورها لأحد الأنهار. مثل لغز زن البديهي، فإن الأمر متروك لتفسير المشاهد وخياله.

نُسِّقت أحجار الحديقة الخمسة عشر ببراعة بحيث تظل واحدة منها مختفية عن العيان، أيًّا كانت الزاوية التي ينظر منها المشاهد، وفي ذلك إشارة إلى مفهوم أسيوي يتعامل مع الرقم خمسة عشر على أنه رمز للكمال. ولأن الكمال ليس من طبيعة البشر، فإننا لن نتمكن أبدًا من رؤية جميع الأحجار من منظورنا القاصر.

ويمكن العثور على حوض غسيل حجري فريد (يسمى «تسوكوباي») في الحديقة الصغيرة في الجزء الخلفي من غرف الكاهن.

وقد صُنع هذا الحوض المستدير على شكل عملة يابانية قديمة، ونحتت على جانبه أربعة حروف لا تعني شيئًا عند قراءتها كل منها وحدها، لكنها إذا جُمعت مع المربع المستقر في وسط الحوض (وهو شكل حرف اللغة اليابانية المعبر عن كلمة "فم")، يتحول معنى الحروف الأربعة إلى جملة مفادها "يعلم المرء أنه لا يحصل إلا على ما يحتاجه."

إذا كنت من محبي الاستمتاع بالهدوء ولحظات التأمل الساكنة في الحديقة، ننصحك إذًا بالوصول عندما يفتح المعبد مباشرة في الصباح؛ إذ تقصد المعبد أعداد هائلة من الزوار على مدار اليوم. وبعد أن تنهي جلسة تأملك، استمتع بنزهة داخل الحدائق الضخمة التقليدية، أو حتى توقف عند سيجينين، على أرض المعبد وتناول طبقًا من التوفو المصنوع على طريقة كيوتو.