معبد زينكوجي 善光寺

يعتزّ اليابانيون منذ زمن طويل بمعبد زينكوجي حيث أن زواره من عامة الشعب. فهذا المعبد لا يمثل أي طائفة بوذية بعينها ويتقبل الجميع دون تفرقة. أقيم هذا المعبد أيضًا تبجيلاً لما يعتقد أنه أقدم التماثيل البوذية في اليابان، وهو تمثال إيكو سانزون أميدا نيوراي (ثلاثة تماثيل تتشارك هالة ضوء واحدة)، الذي يرمز إلى بوذا صاحب الضوء والحياة الخالدَين. وقد كان تمثال إيكو سانزون أميدا نيوراي -المعروف أيضًا باسم زينكوجي نيوراي- أول تمثال يُجلب إلى اليابان من شبه الجزيرة الكورية في عام 552، ومع أنه لا يمكن لك رؤيته بنفسك، إلا أنه يظل رمزًا للانفتاح على الآخر وقبوله.

يمكن الوصول إلى معبد زينكوجي على متن قطار شينكانسن هوكايدو (قطار الطلقة) الذي تستغرق رحلته من طوكيو إلى محطة ناغانو ساعة ونصف الساعة. يبعُد المعبد عن المحطة مسافة 1.8 كيلومتر يمكنك قطعها سيرًا على الأقدام خلال 30 دقيقة أو بالحافلة خلال 15 دقيقة.

تمثال إيكو سانزون أميدا نيوراي -المعروف أيضًا باسم زينكوجي نيوراي- هو أكثر محتويات معبد زينكوجي تقديرًا وتعظيمًا. وقد ظل تمثال إيكو سانزون أميدا نيوراي الذي يقع في وسط تمثال لكانون (على اليسار) وسيشي (على اليمين) وتجمع ثلاثتهم هالة واحدة محجوبًا في مكان سريّ بعيدًا عن أعين الجميع منذ عام 654. لكن في حقبة كاماكورا (1185 - 1333) نُحتت نسخة أخرى على شكل تمثال إيكو سانزون أميدا نيوراي لتُستخدم كتجسيد له ورمزًا للعبادة لعامة الناس. ويُطلق على هذا التمثال "مايداتشي هونزون" ويُعرض للعامة مرة كل سبع سنوات أثناء احتفالية غوكايتشو "الكشف" المخصصة له. يتصل التمثال بعمود "إيكوهاشيرا" العملاق في مقدمة المعبد عن طريق حبل من المعتقد أنه يصل أي شخص يلمسه بتمثال "مايداتشي هونزون" ويمنحه الحظ الحسن.

يتاح حاليًا للزوار المشاركة في مجموعة من الأنشطة التي يتعرفون منها على الملامح التاريخية والحضارية لمعبد زينكوجي الذي يصل عمره إلى عام 642 حينما جُلب تمثال أميدا نيوراي من مملكة بايكتشي التي كانت إحدى الممالك الثلاث القديمة في شبه الجزيرة الكورية في عام 552 وأودِع في هذا المعبد.　

وقد خضعت بوابات سانمون المهيبة -التي بُنيت لأول مرة عام 1750- لأعمال تجديد وترميم واسعة النطاق، وصارت تُستخدم حاليًا كنقطة مشاهدة تتميز بإطلالات مبهرة على ساحات المعبد وقاعته الرئيسية. جرّب خلع حذائك وصعود الدرَج حتى الطابق الثاني، فالأمر يستحق المحاولة.

ستجد لدى وصولك إلى القاعة الرئيسية تمثال بينزورو سونجا الذي يُطق عليه أيضًا اسم "ناده-بوتوكه" (التربيت على بوذا) مستقرًا في المدخل. جرب التربيت على رأس التمثال لتخفيف أي إرهاق لديك والحصول على قوى الشفاء التي يمنحها.

وقد مسحت أعداد كبيرة جدًا من الزوار رأس التمثال منذ عام 1713 حتى يومنا هذا إلى درجة تآكُل وجهه وصار لا يُمكن التعرف على ملامحه.

يقع في الطرف البعيد من القاعة الرئيسية مدخل يمكن منه بدء الجولة حول المذبح البوذي. وستجد فيه ممرًا مظلمًا يؤدي إلى قبو القاعة الرئيسية. تقول الأسطورة إنك إذا مشيت في هذا الممر حتى تلمس "مفتاح التنوير" ستتواصل مع تمثال زينكوجي نيوراي المخفي الجالس فوق القفل، ويقال أيضًا إن الحظ الحسن يكون من نصيب مَن يفعل ذلك.

تضم ساحات المعبد 39 مكانًا للإقامة، يتيح الكثير منها خيار المبيت، ومنها ما يعتبر وجهة للانعزال في مكان هادئ. ويمكن للزوار الذين يقيمون في هذه الأماكن المشاركة في طقوس الصلاة الصباحية وترديد الترانيم عند شروق الشمس عندما يجتمع جميع الرهبان.

يخضع معبد زينكوجي (غير التابع لطائفة دينية بعينها) لحماية معبد دايكانجين (طائفة تنداي) وإدارته ومعبد داهونغان (طائفة جودو). وينظم معبد دايكانجين جلسات منتظمة لنسخ مخطوطات السوترا في يوم الأحد الثالث من كل شهر، ويمكن للجميع المشاركة فيها دون حجز مسبق. يمكنك أيضًا -حسب يوم زيارتك- المشاركة في جلسات الزازن (التأمل على طريقة الزن) واليوغا ومراسم الشاي.

يحتوي متحف زينكوجي التاريخي الموجود داخل ساحات المعبد على مجموعة من المنحوتات البوذية التي يمكنك مشاهدتها عن قُرب. كما يمكن للزوار الاستمتاع بالتسوق وتناول الطعام في شارع ناكاميسي-دوري الواقع ضمن نطاق ساحات المعبد، أو شارع أوموتيساندو المؤدي إلى خارج ساحات المعبد. كذلك يُتاح للزوار الاستمتاع بمشاهدة الأعمال الفنية اليابانية في متحف مقاطعة ناغانو للفنون، ومتحف هوكوساي القريب من محطة أوبوسي التي لا تبعُد عن محطة ناغانو سوى 30 دقيقة بالقطار.