بلدة كويدو كاواغويه 小江戸川越

لا تبعد كاواغويه عن طوكيو ، لكنها تبدو كأنها عالم مختلف تمامًا عنها. وتشير كويدو -التي تعني "إيدو الصغيرة"- إلى منطقة كاواغويه التاريخية، وتُعد مكانًا رائعًا للاستمتاع بأجواء اليابان في الفترة من عام 1603 إلى عام 1867 تقريبًا؛ حيث تعطي مستودعاتها الخشبية القديمة، وبرج الناقوس الكلاسيكي، ومتاجر الحلوى ذات الطراز القديم، والقلعة، والمعبد، لمحة عما كانت عليه الحياة منذ قرون عديدة عندما ازدهرت المنطقة كمركز للنقل والتجارة.

تقع كاواغويه على بُعد 45 دقيقة فقط من وسط العاصمة طوكيو في مقاطعة سايتاما الشمالية الغربية.

ويُعد القطار أسهل طريقة للوصول إليها؛ إذ يمكنك ركوب قطار سيبو شينجوكو السريع من محطة سيبو شينجوكو إلى محطة هون-كاواغويه، وتستغرق الرحلة بالقطار السريع 45 دقيقة تقريبًا. وتقع محطة سيبو شينجوكو على بُعد خمس دقائق سيرًا على الأقدام من المخرج الشرقي لمحطة شينجوكو.

تفتح لك بلدة كويدو كاواغويه نافذة على الماضي لترى كيف كانت اليابان خلال حقبة إيدو (1603-1867)، فقد ازدهرت البلدة كمحور للنقل والتجارة بفضل موقعها على مفترق الطرق، حيث يلتقي نهر شينجاشى بطريق كاواغويه القديم. وما زالت حتى الآن زاخرة بالمباني التاريخية القديمة والمتاحف التاريخية والمحال التجارية الفريدة التي تعطي لمحة عن حقبة إيدو.

توجد منطقة المستودعات في وسط بلدة كويدو كاواغويه، وهي امتداد لشارع كورازوكوري الذي تكثر فيه المستودعات الخشبية القديمة. وعلى الرغم من أن هذه المستودعات تحتفظ بأصالة واجهاتها الخارجية وتصميماتها الداخلية، فإن الكثير منها يُستخدم الآن لأغراض أخرى؛ مثل المتاجر والمطاعم. وقد أُقيم متحف كورازوكوري في أحد تلك المباني، حيث أُعيد بناء الجزء الداخلي للمستودع لإحياء الصورة التي كان عليها منذ قرون.

يُعتبر برج الناقوس أهم معالم منطقة المستودعات، ولا يزال يدق أربع مرات في اليوم معلنًا مرور الوقت.

خلف منطقة المستودعات، ستجد شارع الحلوى في كاواغويه، ويضم امتداد هذا الشارع 20 متجرًا من متاجر الحلوى زاهية الألوان التي تبيع الحلوى اليابانية التقليدية. وقد بلغت شعبية هذا الشارع ذروتها في حقبة إيدو؛ حيث ضم 70 متجرًا وكان واحدًا من أهم الأماكن المنتجة للحلوى في اليابان. ولا يزال بإمكانك مشاهدة مراحل صناعة الحلوى بالطريقة التقليدية.

لا يقتصر تاريخ بلدة كويدو كاواغويه على حقبة إيدو فقط، وإنما تُعد البلدة متحفًا حيًا يضم معالم سياحية من مختلف الحقب التاريخية اليابانية.

ويمثل شارع تايشو-رومان أحد معالم الجذب الأكثر حداثة؛ حيث تسوده الأجواء القديمة المستوحاة من عصر تايشو (1912-1926). وقد استُخدمت شوارعه المرصوفة، وأجواؤه الساحرة، ومبانيه ذات الطراز الغربي، في تصوير العديد من الأفلام التي تتناول هذه الحقبة، كما يشتهر بأنه وِجهة رائعة للباحثين عن نزهة سير في الهواء الطلق.

تضم بلدة كويدو كاواغويه أيضًا عددًا من المعابد العظيمة والجديرة بالزيارة، ويُعد معبد كيتاين المعبد الرئيسي لطائفة تينداي بمنطقة كانتو. تأسس هذا المعبد منذ 1200 عام تقريبًا، وتولت رعايته حكومة شوغون توكوغاوا التي حكمت البلاد أثناء حقبة إيدو. وكان يُعتقد أن أحد كبار الكهنة بالمعبد يحظى بقدرات علاجية سحرية، ولا يزال ضريحه في هذا المكان اليوم، حيث يزوره الناس للصلاة من أجل الحماية.

وما قد يثير الاهتمام أكثر من المعابد ذاتها هو احتواء كاواغويه على أكثر من 500 تمثال لبوذا، أبدعها العديد من الفنانين في حقبة إيدو، ويتميز كل منها بملامح وتعبيرات وجه مختلفة.

ثمة موقع آخر يعود لحقبة إيدو يمكنك الاستمتاع بزيارته في بلدة كويدو كاواغويه، وهو قصر هونمارو غوتين، آخر ما تبقى من قلعة كاواغويه. وقد كان هذا القصر أكثر قصور القلعة خصوصية؛ ففيه كان سكن الزعيم ومقره الشخصي، وكان له دور مهم في أوائل حقبة إيدو، حيث كان يعدّ حصنًا تابعًا لقلعة إيدو.

ستجد بالقرب من هذه المنطقة ضريح هيكاوا-جينجا ، وهو ضريح تابع لديانة الشنتو يرجع تاريخه إلى القرن السادس الميلادي. ويتميز هذا الضريح ببوابة توري ضخمة طولها 15 مترًا، ويبلغ عمر بعض الأشجار في حديقة الضريح أكثر من 500 عام.