معبد أوسو كانون 大須観音

في قلب مدينة ناغويا عاصمة السحر والأناقة يقبع معبد أوسو كانون، وهو واحة روحانية تاريخية وملاذ الاسترخاء والسكينة الذي ينهل منه الزوار قبل الانطلاق للتسوق والاستمتاع بالأطعمة الشهية والحياة الليلية الساهرة في المدينة.

يقع المعبد خارج محطة أوسو كانون مباشرة، ويستغرق الوصول إليه 12 دقيقة بالمترو من محطة ناغويا .

ويمكنك أن تستقل خط مترو هيغاشياما من محطة ناغويا إلى محطة فوشيمي، ثم انتقل إلى خط تسوروماي، حيث ستكون محطة أوسو كانون هي المحطة التالية.

 

ⓒNAGOYA CONVENTION & VISITORS BUREAU

يقع هذا المعبد الساحر بلونه الأحمر الصارخ عند مدخل أحد أحياء التسوق الصاخبة، وهو ملاذ للطمأنينة والسكينة الروحانية التي تسود أرجاءه وتشعر بها داخلك بمجرد مرورك من بواباته الخارجية. أعيد بناء معبد أوسو كانون الذي تراه اليوم في القرن العشرين الميلادي، إذ احترق المعبد الأصلي بالكامل في عشرينيات القرن التاسع عشر الميلادي.

ترتكز طقوس العبادة وشعائرها في المعبد على تمثال خشبي للإلهة كانون، إلهة الرحمة في الديانة البوذية، ويقال إن الراهب البوذي الكبير كوبو دايشي مؤسس بوذية شينغون (744-835) هو من نحت هذا التمثال، والذي نجا بإعجوبة من النيران التي دمرت معظم المبنى الأصلي للمعبد.

وتوجد أسفل القاعة الرئيسية النادي الثقافي شينبوكوجي، الذي يضم أكثر من 15000 نص ياباني وصيني كلاسيكي، ومن بينها أقدم مخطوطات عرفها التاريخ للكوجيكي، وهي سجل زمني جُمع سنة 712 ويضم الأحداث التاريخية والخرافات والأساطير التي شهدتها اليابان وعرفتها في مراحل مبكرة من تاريخها.

يشتهر معبد أوسو كانون وأحياء التسوق القريبة منه بأنهما موقع استضافة العديد من الفعاليات على مدار العام، إذ يشهد الثالث من فبراير/شباط مهرجان سيتسوبون احتفالًا بقدوم الربيع، حيث يلقي الرهبان من أعلى المنصات الكبيرة خارج المعبد حبوب الفاصولياء على الجماهير في الأسفل لإبعاد الحظ السيئ عنهم.

وفي أقرب عطلة أسبوعية ليوم 17 مارس/آذار، يمكنك الانضمام إلى المجتمع الأيرلندي في ناغويا، حيث يطوف أفراده الحي في موكب استعراضي احتفالًا بيوم القديس باتريك. وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول، ستشاهد الفنانين والموسيقيين والمهرجين ذوي المواهب الاستثنائية في هيئتهم العجيبة ومظهرهم الرائع يشاركون في مهرجان أوسو لفناني الشوارع.

وإذا حالفك الحظ بزيارة مدينة ناغويا يوم 18 من الشهر، فاحرص على ألا تفوّت زيارة سوق أوسو للتحف التي تقام على أرض المعبد، وتضم حوالي 60 كشكًا لبيع الهدايا التذكارية والتحف والأعمال الفنية الراقية والشعبية. وعادةً ما تشارك الشوارع المحيطة بمعبد أوسو كانون في هذه الأجواء، ويستضيف معبد بانشوجي -الواقع في منطقة أكثر حضريةً على الطرف الآخر من حي التسوق يوم 28 من الشهر- سوقًا مشابهة، فضلًا عن استضافة عرض الدمى الميكانيكية المميز.

يشتهر حي أوسو في مدينة ناغويا بتبنيه لأنماط المأكولات البديلة والغريبة عن البلاد، مما جعله يجمع بين سمات الحياة في منطقتي هاراجوكو وأكيهابارا . وبينما تتجول في شوارع الحي النابض بالحياة، فلا تتعجب إن رأيت بعض السكان المحليين يتجولون بملابسهم الغريبة وهم يبحثون عن جديد الموضة التي يعشقونها، وقد يقبل بعضهم بسعادة التقاط بعض الصور معك، لكن عليك استئذانهم أولًا.

يضم الحي أيضًا العديد من متاجر الأزياء المستعملة مثل "كوميهيو"، ومتاجر الهدايا التذكارية، ومتاجر الألعاب التقليدية قديمة الطراز والألعاب العادية مثل متجري "سوبر بوتيتو" (متجر ألعاب مستعملة) ومانداراكي (مكتبة مانغا للمستعمل) بالقرب من محطة كاميميزو.

وإذا سألت مواطنًا يابانيًا عن مدينة ناغويا ، فسيجيبك بأنها تشتهر بالأطعمة والمأكولات الشهية، وينطبق الأمر نفسه على أوسو كانون؛ فأينما ذهبت في حي أوسو، فستجد نفسك محاصرًا بروائح الطعام التي تفوح من الأكشاك المتنوعة التي تبيع الدجاج المقلي والتاكوياكي (الأخطبوط المشوي أو المقلي) والكباب التركي وغيرها من الأطعمة الشهية المنتشرة في أرجاء الحي، إلى جانب الأطباق البرازيلية التي يقدمها المطعم المفتوح "أوسو برازيل".

كما يشتهر حي أوسو في فصل الصيف بانتشار أكشاك حلوى الثلج المجروش وشاي الفقاقيع في أرجائه؛ فتأكد أنك أينما ذهبت ستجد العديد من المطاعم المتاحة لخدمتك ومتعتك، ومن بينها البارات الأنيقة ذات الأضواء الساطعة التي تقدم الجعة اليدوية الجديدة، والمقاهي المألوفة التي تفوقت في صناعة مأكولات ناغويا الثرية منذ عقود؛ وهي أفضل ما تختتم به يومك الحافل بالثقافة التاريخية.