متحف هيروشيما التذكاري للسلام 広島平和記念資料館

لا شك أن إلقاء القنبلة الذرية على مدينتيّ هيروشيما وناغاساكي ، والذي قد يعتبره البعض أبرز حدث في التاريخ الحديث، كان مدمرًا، على الرغم من أن اليابان بعد الحرب كانت قادرة على التعافي لتصبح ما هي عليه اليوم. ويعرض متحف هيروشيما التذكاري للسلام بشكل أساسي القطع الأثرية المتبقية من القصف الذري، من أجل نقل الواقع القاسي في ذلك الوقت، ومخاطر الأسلحة النووية. ويقدم المتحف معروضات تُدمي قلوب البعض، إلا أنه يقدم أيضًا مشاهد إنسانية متوازنة واستثنائية حول الدمار الذي حلّ بمدينة هيروشيما وأسباب استهداف المدينة من الأساس.

استقل خط ترام 2 أو 6 من محطة هيروشيما للوصول إلى محطة غينباكو-دوم ماي (قبة القنبلة الذرية)؛ وتستغرق هذه الرحلة بالترام حوالي 15 دقيقة.

يمثل المتحف جزءًا من حديقة السلام التذكارية التي تقع في المنطقة الجنوبية الغربية من محطة هيروشيما، على جزيرة يفصلها عن البر الرئيسي نهرا هون وموتوياسو. ويمكنك الوصول إلى المتحف من محطة هيروشيما سيرًا على الأقدام خلال 35 دقيقة تقريبًا.

من المنظور التكتيكي، كان الجيش العام الثاني لليابان المسؤول عن حماية غرب اليابان يتخذ من قلعة هيروشيما مقرّا له، شمال محطة هيروشيما. ولكن القلعة لم تكن الهدف الرئيسي للعدو، لذا يعرض المتحف وجهة نظر غير مؤكَّدة لأسباب اختيار مدينة​​​​​​​ هيروشيما تحديدًا.

تشتهر هيروشيما بتضاريس الدلتا، حيث تصب عدة أنهار في البحر. ويُعتقد أن الجيش الأمريكي اختار​​​​​​​ هيروشيما كمدينة مستهدفة بناءً على معايير مثل حجم المدينة والتضاريس التي من شأنها أن تسمح للانفجار بإلحاق الضرر بالمدينة بشكل أكثر فاعلية.

يمكن رؤية الأضرار التي سببتها القنبلة من خلال الصور الأصلية، والملابس التي كان يرتديها المتوفى، ورسومات لمشاهد من ذلك الوقت من قبل الناجين، وتفسيرات وصفية. ويعزز العرض الواقعي والدقيق للمواد الرغبة الصادقة في السلم التي تنقلها المحفوظات. ويقدم المتحف عرضًا للأخطاء التي ارتكبناها جميعًا ولا يرى سوى مسارًا واحدًا واضحًا لتأمين عالم أكثر أمانًا لنا جميعًا – يتمثل في حظر شامل للأسلحة النووية في جميع أنحاء العالم.

خضع المتحف للتجديد والترميم في عاميّ 1992 و1994، ولكنه افتتِح في الأساس عام 1955 ويهدف منذ ذلك الحين إلى تعزيز السلام؛ أملًا في ألا يعيد التاريخ نفسه مجددًا.

وقد استقبل المتحف ما يزيد عن 50 مليون زائر منذ أن فتح أبوابه للجمهور، وإلى جانب المعروضات الكثيرة التي يقدمها يتيح المتحف برامج التثقيف في مجال السلام، والتي تتضمن شهادات من بعض الناجين من الهجوم، وجولات في حديقة السلام يقدمها متطوعون، وكذلك استعارة وسائط الفيديو والملصقات للأغراض التعليمية. صحيحٌ أن تركيز المتحف في الأساس ينصبّ على ما خلفته القنبلة الذرية من آثار، إلا أنه يركز كذلك على تقديم القِيَم والمعلومات والإلهام.